أعلان الهيدر

الجمعة، 11 مارس 2016

 بسم الله الرحمن الرحيم
 من سلسلة الدروس القانونية
منهجية البحث العلمي
فريق صناع الحياة * سيدي مروان * ميلة الجزائر
2008
منهج البحث مظهر حضاري تشتد الحاجة إليه بعد الحاجة إلى الدرس والتأليف, وما يصحب ذلك من تراكم الخبرات وتضخم المادة, وما يتصل بهما ـ عادة ـ من اضطراب وتعصب وجهل وجور, يضيع في مجاهلها القارئ وتضيع الحقيقة فتختلط الأمور على الطالب ويصعب عليه أن يتبين دربه.
وكان طبيعيا أن يرتبط " منهج البحث" بالجامعات ارتباطا وثيقا, لأنها مركز الحقيقة ومنطلقها أو على الأقل ما يفترض أن يكون.
أعد هذا المؤلف لطلبة الليسانس الذين يواجهون البحث العلمي للمرة الأولى,
اعتنينا فيه بالخطوط العامة العريضة للبحث.

الفصل الأول
مفهوم البحث العلمي
يتضمن هذا الفصل:
1 ـ مفهوم البحث العلمي: لغة واصطلاحا.
2 ـ مقومات البحث العلمي:
 3 ـ خصائص البحث العلمي:
4 ـ أنواع البحث العلمي:
5 ـ أدوات البحث العلمي:

مفهوم البحث العلمي:
لشرح هذا المفهوم يتطلب منا الأمر شرح مفهوم العلم, وتمييزه عن بقيه المصطلحات.
ـ مفهوم العلم:
تستخدم كلمة علم في عصرنا هذا, للدلالة على مجموعة المعارف المؤيدة بالأدلة الحسية, وجملة القوانين التي اكتشفت لتعليل حوادث الطبيعة تعليلا مؤسسا على تلك القوانين الثابتة.( [1])وقد تستخدم للدلالة على مجموعة من المعارف لها خصائص معينة, كمجموعة الفيزياء أو الكيمياء أو البيولوجيا.
وإذا رجعنا إلى تعريفه في اللغة والاصطلاح, نجد أن كلمة " علم "
في اللغة تعني إدراك الشيء على ما هو عليه, أي على حقيقته, وهو اليقين والمعرفة( [2]). والعلم ضد الجهل, لأنه إدراك كامل.
وأمَّا في الاصطلاح فهو: " جملة الحقائق والوقائع والنظريات ومناهج البحث التي تزخر بها المؤلفات العلمية."( [3])
أو هو ـ كما جاء في قاموس وبستر ـ: " المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب, والتي تقوم بغرض تحديد طبيعة وأصول وأسس ما تتم دراسته."( [4])
وجاء تعريفه في قاموس أكسفورد لعام 1974 بأنه: " ... ذلك الفرع من الدراسة, الذي يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة, والتي تحكمها قوانين عامة, تستخدم طرق ومناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة في نطاق الدراسة."( [5])
وقد عرفه جوليان هكسلي في كتابه " الإنسان في العالم الحديث " بأنه: "هو النشاط الذي يحصل به الإنسان على قدر كبير من المعرفة لحقائق الطبيعة وكيفية السيطرة عليها."
وتدور جل محاولات تحديد مفهوم العلم وتعريفه حول حقيقة أن العلم هو " جزء من المعرفة, يتضمن الحقائق والمبادئ والقوانين والنظريات والمعلومات الثابتة والمنسقة والمصنفة, والطرق والمناهج العملية الموثوق بها لمعرفة واكتشاف الحقيقة بصورة قاطعة يقينية ".
وليتضح لنا معنى العلم أكثر, علينا أن نميزه عن غيره من المصطلحات والمفاهيم المشابهة له واللصيقة به, في غالب الأحيان مثل: المعرفة, الثقافة, الفن... وغيرها من المصطلحات. وكذا تحديد وبيان أهدافه ووظائفه.
ـ معنى المعرفة:
تعني المعرفة في أبسط معانيها تصورا عقليا لإدراك كنه الشيء بعد أن كان غائبا, وتتضمن المعرفة المدركات الإنسانية أثر تراكمات فكرية عبر الأبعاد الزمانية والمكانية والحضارية والعلمية, أو بعبارة أخرى المعرفة هي كل ذلك الرصيد الواسع والضخم من المعلومات والمعارف التي استطاع الإنسان أن يجمعها عبر التاريخ، بحواسه وفكره. وهي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 ـ المعرفة الحسية:
وتكون بواسطة الملاحظات البسيطة والمباشرة والعفوية, عن طريق حواس الإنسان المعروفة, مثل تعاقب الليل والنهار, طلوع الشمس وغروبها, تهاطل الأمطار...الخ, وذلك دون إدراك للعلاقات القائمة بين هذه الظواهر الطبيعية وأسبابها.
2 ـ المعرفة الفلسفية: وهي مجموع المعارف والمعلومات التي يتحصل عليها الإنسان بواسطة استعمال الفكر لا الحواس, حيث يستخدم أساليب التفكير والتأمل الفلسفي, لمعرفة الأسباب, الحتميات البعيدة للظواهر, مثل التفكير والتأمل في أسباب الحياة والموت, خلق الوجود والكون.( [6])
3 ـ المعرفة العلمية والتجريبية: وهي المعرفة التي تتحقق على أساس الملاحظات العلمية المنظمة, والتجارب المنظمة والمقصودة للظواهر والأشياء, ووضع الفروض, واكتشاف النظريات العامة والقوانين العلمية الثابتة, القادرة على تفسير الظواهر والأمور تفسيرا علميا, والتنبؤ بما سيحدث مستقبلا والتحكم فيه( [7]).
وهذا النوع الأخير من المعرفة, هو وحده الذي يكَّون العلم.
والمعرفة بذلك تكون مشتملة على العلم, وهو جزء من أجزائها.
ـ الثقافـة:
عرّفت الثقافة عدة تعريفات, لعلَّ أشهرها تعريف تايلور القائل أن الثقافة: " هي ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة والعقيدة والفن والأخلاق والقانون والعادات وسائر القدرات التي يكتسبها الإنسان كعضو في المجتمع."
أو تعرّف أنها: " أنماط وعادات سلوكية ومعارف وقيم واتجاهات اجتماعية, ومعتقدات وأنماط تفكير ومعاملات ومعايير, يشترك فيها أفراد جيل معين, ثم تتناقلها الأجيال جيلا بعد جيل."( [8])
وعرفها آخر بأنها: " مجموعة العادات والتقاليد والقيم والفنون المنتشرة داخل مجتمع معين, حيث ينعكس ذلك على اتجاهات الأفراد وميولهم ومفاهيمهم للمواقف المختلفة."( [9])
فالثقافة بذلك تشمل العلم والمعرفة والدين والأخلاق والقوانين والعادات والتقاليد وأنماط الحياة والسلوك في المجتمع.
ـ الفـن:
الفن في اللغة حسن الشيء وجماله, والإبداع وحسن القيام بالشيء( [10]).
ويعرف ( l`art ) قاموسيا بأنه: " نشاط إنساني خاص, ينبئ ويدل على قدرات وملكات إحساسية وتأملية وأخلاقية, وذهنية خارقة مبدعة."([11])
كما تدل كلمة " فن " art على المهارة والقدرة الاستثنائية الخاصة في تطبيق المبادئ والنظريات والقوانين العلمية, في الواقع والميدان:
الفنون الأدبية, الفنون العسكرية, فن القيادة السياسية والاجتماعية والإدارية, الفنون الرياضية, فن الموسيقى والغناء...
أمَّا كلمة " فن " في الاصطلاح فإنها تعني: " المهارة الإنسانية والمقدرة على الابتكار والإبداع والمبادرة, وهذه المقدرة تعتمد على عدة عوامل وصفات مختلفة ومتغيرة مثل: درجة الذكاء, قوة الصبر, صواب الحكم, الاستعدادات القيادية لدى الأشخاص."( [12])
يرى بعض المفكرين والعلماء أن عناصر الفن الأساسية شبيهة إلى حد كبير بعناصر العلم, لأن كلاهما يستنكر الاعتماد على حفظ الحقائق والمعلومات المجردة والجامدة, وكلاها يدعو إلى ضرورة اكتشاف وتفهم العلاقات بين الظواهر المختلفة, والتي بدورها تؤدي إلى الابتكار والانطلاق الفكري, وكما أن العلم يؤدي بالضرورة إلى ابتكار علمي, فإن الفن أيضا ينتهي بابتكار فني.
وهناك فريق آخر من المفكرين والعلماء يرون أن هناك فروقا جذرية بين العلم والفن منها:
أن العلم يقوم على أساس مجموعة من القوانين العلمية الموضوعية والمجردة, التي تحدد العلاقة بين ظاهرتين أو أكثر من الظواهر التي يتناولها بالدراسة, وهذه العلاقات معيارها الحتمية والاحتمال, ويبحث العلم فيما هو موجود وكائن, بينما الفن يقوم ويعتمد على أساس المهارة الإنسانية, ويرتكز على الملكات الذاتية والمواهب الفردية, وهو يستند إلى الاعتبارات العملية أكثر من استناده إلى الاعتبارات النظرية.
خصائص المعرفة العلمية:
1 ـ التراكمية: تعود المعرفة بجذورها إلى بداية الحضارات الإنسانية, وقد بنيت معارفنا فوق معارف كثيرة أسهمت فيها حضارات إنسانية مختلفة, لأن المعرفة تبنى هرميا من الأسفل إلى الأعلى, نتيجة تراكم وتطور المعرفة العلمية.
والتراكمية العلمية إما أنها تأتي بالبديل, فتلغي القديم مثل: فيزياء نيوتن التي اعتقد بأنها مطلقة إلى أن جاء انشتاين بنسبيته, وبالمثل فإن الكثير من النظريات والمعارف العلمية في مجالات مختلفة, استغنى عنها الإنسان واستبدلها بنظريات ومفاهيم ومعارف خاصة في مجال العلوم الإجتماعية التي تتسم بالتغير والنسبية.
2 ـ التنظيم: إن المعرفة العلمية معرفة منظمة تخضع لضوابط وأسس منهجية, لا نستطيع الوصول إليها دون إتباع هذه الأسس والتقيد بها.
كما أن التطور العلمي يقتضي من الباحث التخصص في ميدان علمي محدد, وذلك بحكم التطور العلمي والمعرفي, وتزايد التخصصات وتنوع حقولها. مما يسمح للباحث بالاطلاع على موضوعاته وفهم جزئياته وتقنياته.
3 ـ السببية: يعرف السبب بأنه مجموع العوامل أو الشروط وكل أنواع الظروف التي متى تحققت ترتب عنها نتيجة مطردة, ونستطيع القول بوجود علاقة سببية بين متغيرين: سبب ( علة ) ونتيجة (معلول), عندما نجري تجارب عديدة وبنفس الهدف نتحصل على نفس النتيجة([13]).
4 ـ الدقـة: يخضع العلم لمبادئ ومفاهيم متعارف عليها بين ذوي الاختصاص تتضمن مصطلحات ومعاني ومفاهيم دقيقة جدا ومحددة.
ويجب استعمال هذه المصطلحات بدقة وتحديد مدلولها العلمي, لأنها عبارة عن اللغة التي يتداولها المختصون في فرع من فروع المعرفة العلمية([14]).
وتقتضي الدقة الاستناد إلى معايير دقيقة, والتعبير بدقة عن الموضوعات التي ندرسها.
5 ـ اليقين: إن المعرفة العلمية لا تفرض نفسها إلا إذا كانت يقينية, أي أن صاحبها تيقن منها عمليا, فأصبح يستطيع إثباتها بأدلة وبراهين وحقائق وأسانيد موضوعية لا تحمل الشك, وهذا ما يعرف باليقين العلمي.
فالنتائج التي نتوصل إليها يجب أن تكون مستنبطة من مقدمات ومعطيات موثوق من صحتها.
6 ـ الموضوعية: إن الباحث ينبغي أن يكون حياديا في بحثه, يتجرد من ذاتيته, وينقل الحقائق والمعطيات كما هي في الواقع, وأن لا يخفي الحقائق التي لا تتوافق مع وجهة نظره وأحكامه المسبقة.
7 ـ التعميم:
ـ وظائف وأهداف العلم:
أولا: غاية ووظيفة الاكتشاف والتفسير:
إن الغاية والوظيفة الأولى للعلم, هي اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر والأحداث المتماثلة والمترابطة والمتناسقة, وذلك عن طريق ملاحظة ورصد الأحداث والظواهر المختلفة, وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين عامة وشاملة تفسر هذه الظواهر والوقائع والأحداث.( [15])
ثانيا: غاية ووظيفة التنبؤ:
وهي التوقع العلمي والتنبؤ بكيفية عمل وتطور وسير الأحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية, المنظمة بالقوانين العلمية المكتشفة, فهكذا يمكن التنبؤ والتوقع العلمي بموعد الخسوف والكسوف, بمستقبل حالة الطقس, وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسيا واجتماعيا إلى غير ذلك من الحالات والأمور التي يمكن التوقع والتنبؤ العلمي بمستقبلها, وذلك لأخذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة والضرورية.
ثالثا: غاية ووظيفة الضبط والتحكم:
بعد غاية ووظيفة الاكتشاف ووظيفة التنبؤ, تأتي وظيفة التحكم العلمي في هذه الظواهر والسيطرة عليها, وتوجيهها التوجيه المرغوب فيه, واستغلال النتائج والآثار لخدمة مصلحة الإنسانية.
ووظيفة التحكم, قد يكون نظريا, وذلك عندما يقتصر العلم على بيان وتفسير كيفية الضبط والتوجيه والتكييف للظواهر, وقد يكون عمليا, وذلك حين يتدخل العالم لضبط الأحداث والسيطرة عليها, كأن يتحكم في مسار الأنهار, ومياه البحر, والجاذبية الأرضية, وكذلك يتحكم في الأمراض, والسلوك الإنساني وضبطه وتوجيهه نحو الخير, والتحكم في الفضاء الخارجي واستغلاله عمليا.

[1])حسين رشوان, العلم والبحث العلمي, الإسكندرية, المكتب الجامعي الحديث, 1982, ص 4.

[2])المنجد في اللغة, طبعة 26, بيروت, دار المشرق العربي, ص 527.

[3])د عبد الله العمر, ظاهرة العلم الحديث, ضمن سلسلة عالم المعرفة, الكويت, 1983, ص 276.

[4]) قاموس ويبستر الجديد للقرن العشرين, باللغة الانكليزية, نقلا عن كتاب أساليب البحث العلمي, د كامل المغربي, الطبعة الأولى, عمان, دار الثقافة للنشر والتوزيع, 2002, ص 15.

[5])عن المرجع السابق, نفس الصفحة 15.

[6])د فاخر عاقل, أسس البحث العلمي في العلوم السلوكية, ط 2, بيروت, دار العلم للملايين, 1982, ص 75.

[7])د فاخر عاقل, المرجع السابق, ص 79.

[8])د زكي محمود هاشم, الجوانب السلوكية في الإدارة, الطبعة الثانية, الكويت وكالة المطبوعات, 1978, ص189.

[9])د مهدي حسن, علم النفس الإداري, المنظمة العربية للعلوم الإدارية, الأردن, ص 56.

[10])المنجد في اللغة والأعلام, مرجع سابق, ص 596.

[11])قاموس لاروس, باريس, مكتبة لاروس, 1986.

[12])الدكتور محمد عبد الفتاح ياغي:

[13]) د حسن ملحم, التفكير العلمي والمنهجية, مطبعة دحلب, الجزائر, 1993, ص 60ـ 69.

[14])د حسن ملحم, المرجع السابق, ص 73.

[15])الدكتور فاخر عاقل: المرجع السابق, ص 14ـ 15.
تعريف البحث العلمي:
يمثل البحث العلمي مرتكز محوري للوصول إلى الحقائق العلمية, ووضعها في إطار قواعد أو قوانين أو نظريات علمية كجوهر للعلوم, خاصة وأن العلم مدركات يقينية مؤكدة ومبرهن عليها كتصديق مطلق, ويتم التوصل إلى الحقائق عن طريق البحث وفق مناهج علمية هادفة ودقيقة ومنظمة, واستخدام أدوات ووسائل بحثية.
هناك عدة تعريفات للبحث العلمي, تحاول تحديد مفهومه ومعناه, ومن جملتها:
ـ " هو وسيلة للاستعلام والاستقصاء المنظم والدقيق, الذي يقوم به الباحث, بغرض اكتشاف معلومات أو علاقات جديدة, بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعلا, على أن يتبع في هذا الفحص والاستعلام الدقيق, خطوات المنهج العلمي."( [1])
ـ " البحث العلمي هو البحث النظامي والمضبوط الخبري التجريبي, في المقولات الافتراضية عن العلاقات المتصورة بين الحوادث الطبيعية."([2])
ـ " هو فن هادف وعملية لوصف التفاعل المستمر بين النظريات والحقائق, من أجل الحصول على حقائق ذات معنى, وعلى نظريات ذات قوى تنبؤية."( [3])
ـ " هو محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها, وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق, ونقد عميق, ثم عرضها عرضا مكتملا بذكاء وإدراك, يسير في ركب الحضارة العالمية, ويسهم فيه إسهاما إنسانيا حيا شاملا."( [4])
والذي نستطيع أن نخلص إليه من خلال كل هذه التعريفات أن البحث العلمي الأكاديمي: " هو الاستخدام المنظم لعدد من الأساليب والإجراءات للحصول على حل أكثر كفاية لمشكلة ما، عما يمكننا الحصول عليه بطرق أخرى، وهو يفترض الوصول إلى نتائج ومعلومات أو علاقات جديدة لزيادة المعرفة للناس أو التحقق منها".
أسس ومقومات البحث العلمي

1 ـ تحديد الأهداف البحثية بدقة ووضوح:
خاصة في اختيار الموضوع, فماذا يريد الباحث؟ وأي مشكلة أو ظاهرة تم اختيارها؟ وما هو التخصص الدقيق للباحث؟ وماذا يريد وكيف ومتى وإلى أين؟
2 ـ قدرة الباحث على التصور والإبداع:
وإعمال فكره وموهبته, وإلمامه بأدوات البحث المتباينة, والتمكن من تقنيات كتابة البحث العلمي.
3 ـ دقة المشاهدة والملاحظة:
للظاهرة محل البحث, وتحديد المقولات حولها, وإعمال الفكر والتأمل, مما يقود إلى بحث المتغيرات المحيطة بالظاهرة, بحيث تكون المحصلة وضع قوانين تتفق مع واقع الملاحظات والمتغيرات.
4 ـ وضع الفروض المفسرة للظاهرة:
ليتم إثباتها والبرهنة عليها, وتوضع كأفكار مجردة وموضوعية ينطلق منها الباحث, بحيث تقوده إلى جمع الحقائق المفسرة للفروض, وبالتالي إجراء التجارب على ضوئها, بعيدا عن تطويعها لما يريد الباحث إثباته والوصول إليه.
5 ـ القدرة على جمع الحقائق العلمية بشفافية ومصداقية:
وذلك من مختلف المصادر والمراجع, وغربلتها وتصنيفها وتبويبها وتمحيصها بدقة, ثم تحليلها.
6 ـ إجراء التجارب اللازمة:
بهدف الحصول على نتائج علمية تتفق مع الواقع العملي, وتتطلب التجارب في العلوم الاجتماعية تحليل السبب والمسبب والحجج, واستمرارية متابعة المتغيرات. واختبار الفروض والتأكد من مدى صحتها.
7 ـ الحصول على النتائج واختبار مدى صحتها:
وذلك بتمحيصها ومقارنتها وصحة انطباقها على الظواهر والمشكلات المماثلة, إثبات صحة الفرضيات.
8 ـ صياغة النظريات:
تعتبر النظرية إطار أو بناء فكري متكامل يفسر مجموعة من الحقائق العلمية في نسق علمي مترابط يتصف بالشمولية, ويرتكز على قواعد منهجية لمعالجة ظاهرة أو مشكلة ما.
وتمثل النظرية محور القوانين العلمية المهتمة بإيضاح وترسيخ نتائج العلاقات بين المتغيرات في ظل تفاعل الظواهر.
فيجب أن تكون صياغتها وفق النتائج المتحصل عليها من البحث, بعد اختبار صحتها والتيقن من حقائقها العلمية, وصحتها مستقبلا للظواهر المماثلة.
خصائص البحث العلمي:

للبحث العلمي جملة من الخصائص والمميزات, نستطيع استخلاصها من التعريفات السابقة, أهمها الخصائص التالية:
أولا: البحث العلمي بحث منظم ومضبوط:
أي أن البحث العلمي نشاط عقلي منظم ومضبوط ودقيق ومخطط, حيث أن المشكلات والفروض والملاحظات والتجارب والنظريات والقوانين, قد تحققت واكتشفت بواسطة جهود عقلية منظمة ومهيأة جيدا لذلك, وليست وليدة مصادفات أو أعمال ارتجالية, وتحقق هذه الخاصية للبحث العلمي, عامل الثقة الكاملة في نتائج البحث.( [5])
ثانيا: البحث العلمي بحث نظري:
لأنه يستخدم النظرية لإقامة وصياغة الفرض, الذي هو بيان صريح يخضع للتجارب والاختبار.( [6])
ثالثا: البحث العلمي بحث تجريبي:
لأنه يقوم على أساس إجراء التجارب والاختبارات على الفروض, والبحث الذي لا يقوم على أساس الملاحظات والتجارب لا يعد بحثا علميا. فالبحث العلمي يؤمن ويقترن بالتجارب.( [7])
رابعا: البحث العلمي بحث حركي وتجديدي:
لأنه ينطوي دائما على تجديد وإضافات في المعرفة, عن طريق استبدال متواصل ومستمر للمعارف القديمة بمعارف أحدث وأجد.
خامسا: البحث العلمي بحث تفسيري:
لأنه يستخدم المعرفة العلمية لتفسير الظواهر والأشياء بواسطة مجموعة من المفاهيم المترابطة تسمى النظريات.
سادسا: البحث العلمي بحث عام ومعمم:
لأن المعلومات والمعارف لا تكتسب الطبيعة والصفة العلمية, إلا إذا كانت بحوثا معممة وفي متناول أي شخص, مثل الكشوف الطبية.
هذه بعض خصائص البحث العلمي التي تؤدي معرفتها إلى توسيع آفاق معرفة مفهوم البحث العلمي.

[1])الدكتور أحمد بدر,أصول البحث العلمي ومناهجه, الكويت, وكالة المطبوعات, 1973, ص 18.

[2])الدكتور فاخر عاقل, المرجع السابق, ص 35.

[3]) الدكتور اركان أونجل, مفهوم البحث العلمي, ترجمة محمد نجيب, مجلة الإدارة العامة,التي يصدرها معهد الإدارة العامة بالمملكة العربية السعودية, ع 40, جانفي 1984, ص 148.

[4]) الدكتورة ثريا عبد الفتاح ملحس, منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين, بيروت, مكتبة المدرسة ودار الكتاب اللبناني, 1960, ص 24.

[5])اركان أونجل: المقال السابق, ص 148.

[6]) ) اركان أونجل: المقال السابق, ص 149

[7]) الدكتور فاخر عاقل: المرجع السابق, ص 36.
أنواع البحث العلمي
أولا: حسب الاستعمال:
أ ـ المقالة:
وهي بحوث قصيرة يقوم بها الطالب الجامعي, خلال مرحلة الليسانس, بناء على طلب أساتذته في المواد المختلفة, وتسمى عادة بالمقالة أو البحوث الصفية. ( نسبة إلى الصف أي القسم )
وتهدف إلى تدريب الطالب على تنظيم أفكاره, وعرضها بصورة سليمة, وعلى استخدام المكتبة ومصادرها, وتدريبه على الإخلاص والأمانة وتحمل المسؤولية في نقل المعلومات, وقد لا يتعدى حجم البحث عشر صفحات.
ب ـ مشروع البحث:
ويسمى عادة " مذكرة التخرج ", وهو يطلب في الغالب كأحد متطلبات التخرج بدرجة الليسانس, وهو من البحوث القصيرة, إلا أن أكثر تعمقا من المقالة, ويتطلب من الباحث مستوى فكريا أعلى ومقدرة أكبر على التحليل والمقارنة والنقد.وهنا يعمل الباحث مع أستاذه المشرف على تحديد إشكالية ضمن موضوع معين يختاره الطالب, والغرض منه هو تدريب الطالب على اختيار موضوع البحث, وتحديد الإشكالية التي سيتعامل معها, ووضع الاقتراحات اللازمة لها, واختيار الأدوات المناسبة للبحث, بالإضافة إلى تدريبه على طرق الترتيب والتفكير المنطقي السليم, والاستزادة من مناهل العلم, فليس المقصود منه التوصل إلى ابتكارات جديدة أو إضافات مستحدثة. بل تنمية قدرات الطالب في السيطرة على المعلومات ومصادر المعرفة, في مجال معين والابتعاد عن السطحية في التفكير والنظر.
ج ـ الرسالة:
وهو بحث يرقى في مفهومه عن المقالة أو مشروع البحث, ويعتبر أحد المتممات لنيل درجة علمية عالية ـ عادة ما تكون درجة الماجستيرـ.والهدف الأول منها هو أن يحصل الطالب على تجارب في البحث تحت إشراف أحد الأساتذة ليمكنه ذلك من التحضير للدكتوراه.
وتعتبر امتحانا يعطي فكرة عن مواهب الطالب, ومدى صلاحيته للدكتوراه. وهي فرصة ليثبت الطالب سعة اطلاعه وعمق تفكيره وقوته في النقد, والتبصر فيما يصادفه من أمور.
وتتصف الرسالة بأنها بحث مبتكر أصيل في موضوع من الموضوعات، أو تحقيق مخطوطة من المخطوطات التي لم يسبق إليها. وتعالج الرسالة مشكلة يختارها الباحث ويحددها, ويضع افتراضاتها, ويسعى إلى التوصل إلى نتائج جديدة لم تعرف من قبل, ولهذا فالرسالة تحتاج إلى مدة زمنية طويلة نسبيا, قد تكون عاما أو أكثر.
د ـ الأطروحة:
يتفق الأساتذة ورجال العلم على أن الأطروحة هي بحث علمي أعلى درجة من الرسالة, وهي للحصول على درجة الدكتوراه, ولهذا فهي بحث أصيل, يقوم فيه الباحث باختيار موضوعه, وتحديد اشكاليته, ووضع فرضياته, وتحديد أدواته واختيار مناهجه, وذلك من أجل إضافة لبنة جديدة لبنيان العلم والمعرفة.
وتختلف أطروحة الدكتوراه عن الماجستير في أن الجديد الذي تضيفه للمعرفة والعلم يجب أن يكون أوضح وأقوى, وأعمق وأدق, وأن تكون على مستوى أعلى.
وقد يمتد الزمن بالباحث لأكثر من سنة أو سنتين ـ ربما عدة أعوام ـ.
وتعتمد رسالة الدكتوراه على مراجع أوسع, وتحتاج إلى براعة في التحليل وتنظيم المادة العلمية, ويجب أن تعطي فكرة عن أن مقدمها يستطيع الاستقلال بعدها بالبحث, دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه ويوجهه.
ثانيا: حسب أسلوب التفكير:
1 ـ التفكير الاستقرائي:
يقوم البحث الاستقرائي بعملية ملاحظة الجزئيات والحقائق والمعلومات الفردية, التي تساعد في تكوين إطار لنظرية يمكن تعميمها. وقد أخذ "سقراط" بهذا الأسلوب, وتعرف على نوعين منه: الاستقراء التام والاستقراء الحدسي. لكن عملية الاستقراء أخذت معنى أكثر دقة وتحديدا عند "هيوم ", الذي لخصها بأنها: " قضايا جزئية تؤدي إلى وقائع أو ظواهر, وتعتبر مقدمة إلى قضية عامة, ويمكن اعتبارها نتيجة تشير إلى ما سوف يحدث."( [1])
ولعل من أشهر أمثلة الاستقراء حادثة سقوط التفاحة وما استنتجه العالم نيوتن من النتائج والحقائق.
ويتفق الباحثون على أن البحث الاستقرائي عادة ما ينتهي بمجموعة من الفروض, التي تستطيع تفسير تلك الملاحظات والتجارب, ثم تحقيق هذه الفروض بعد اختبارها( [2]), فالبحوث الاستقرائية تساهم في التوصل إلى الإجابات عن الأسئلة التقليدية المعروفة: ماذا, كيف, من, أين, أي.
2 ـ التفكير الاستنباطي:
ويطلق عليه أيضا " طريق القياس", وهو يسير في اتجاه معاكس للتفكير الاستقرائي الذي يتبعه التجريبيون, وهذا يعني أنه مكمل للأسلوب الاستقرائي وليس مناقضا له.
وهذا الأسلوب ينقل العالم الباحث بصورة منطقية من المبادئ والنتائج التي تقوم على البديهيات والمسلمات العلمية, إلى الجزئيات وإلى استنتاجات فردية معينة. فالأسلوب الاستقرائي يهدف إلى التحقق من الفروض وإثباتها عن طريق الاختبار, أما الأسلوب الاستنباطي فهو الذي ينشأ من وجود استفسار علمي, ثم يعمل الباحث على جمع البيانات والمعلومات وتحليلها لإثبات صحة الاستفسار أو رفضه.
وقد اعتمد الدكتور أحمد بدر على العديد من العلماء, في قوله أن الاستقراء يبدأ بالجزئيات ليتوصل إلى القوانين والمسلمات العلمية, في حين أن الاستنباط أو القياس يبدأ بالقوانين ليستنبط منها الحقائق. وبهذا يكون الاستقراء من نصيب المتخصصين الذين يهتمون بالتعليلات العلمية القريبة, بينما يكون الاستنباط من نصيب الفلاسفة الذين يهتمون بالتعليلات الفلسفية البعيدة. فعالم البيولوجيا مثلا يهتم بتركيب الأعضاء ووظائفها, بينما ينظر الفيلسوف إلى كلية العلم ويحاول تفسير الحياة نفسها.
ويمكن القول أن هناك علاقة تبادلية بين الاستقراء والاستنباط, فالاستقراء عادة ما يتقدم القياس أو الاستنباط, وبذلك فإن القياس يبدأ من حيث ينتهي الاستقراء, وبينما يحتاج الاستقراء إلى القياس عندما يطبق على الجزئيات للتأكد من الفروض, فإن القياس يحتاج إلى الاستقراء من أجل التوصل إلى القواعد والقوانين الكلية( [3]).
ثالثا: حسب النشاط:
أ ـ التنقيبيالاكتشافي:
ويتركز المجهود والنشاط العقلي فيه على اكتشاف حقيقة جزئية معينة ومحددة بواسطة إجراء عمليات الاختبارات والتجارب العلمية والبحوث التنقيبية من أجل ذلك, ولا يقصد به تعميم النتائج أو استخدامها لحل مشكلة معينة, إنما جمع الحقائق فقط دون إطلاق أحكام قيمية عليها.
ومن أمثلة البحوث التنقيبية, البحوث التي يقوم بها العالم الطبيب في معمله لاختبار دواء جديد ومدى نجاعته, والبحوث عن السيرة الذاتية لشخصية إنسانية معينة, والبحث الذي يقوم به الطالب في اكتشاف مجموعة المصادر والمراجع المتعلقة بموضوع أو فكرة معينة.( [4])
ب ـ البحث التفسيري النقدي:
وهو نوع من البحوث العلمية التي تعتمد على الإسناد والتبرير والتدليل المنطقي والعقلي, من أجل الوصول إلى حل المشكل. ويتعلق هذا النوع من البحوث غالبا ببحث وتفسير الأفكار لا الحقائق والظواهر.
ويعتبر البحث التفسيري النقدي ذو قيمة علمية هامة, للوصول إلى نتائج عند معالجة المشاكل التي تحتوي على قدر ضئيل من المعلومات والحقائق. ويشترط فيه الشروط التالية:
ـ أن تعتمد المناقشة التفسيرية وتتركز حول الأفكار والمبادئ المعروفة والمسلم بها, أو على الأقل أن تتلاءم الدراسة والبحث وتتفق مع مجموعة الأفكار والنظريات المتعلقة بموضوع البحث.
ـ يجب أن يؤدي البحث التفسيري إلى بعض النتائج والحلول, أو أن يؤدي إلى الرأي الراجح في حل المشكلة المطروحة للدراسة.
ـ يجب أن تكون الحجج والمبررات والأسانيد ومناقشتها أثناء الدراسة التفسيرية والنقدية واضحة ومعقولة ومنطقية ومضبوطة.
ج ـ البحث الكامل:
وهو البحث الذي يستهدف إلى حل مشكلة والتعميم منها, ويستخدم هذا النوع من البحوث كلا من النوعين السابقين ( التنقيبي والتفسيري ), أي جمع الحقائق والتدليل عليها, إلا أن يذهب إلى أبعد من كليهما, حيث يضع الافتراضات المناسبة ثم يقوم الباحث بجمع الحقائق والأدلة وتحليلها, من أجل قبول الافتراضات أو رفضها, وبالتالي يتوصل إلى نتائج منطقية, تقوم لحل المشكلة على التدليل الحقائقي, والتي تمكنه من وضع التعميمات التي تستخدم في الحالات المماثلة.
د ـ البحث العلمي الاستطلاعي:
البحث الاستطلاعي أو الدراسة العلمية الكشفية الصياغية الاستطلاعية, هو البحث الذي يستهدف التعرف على المشكلة فقط. وتقوم الحاجة إلى هذا النوع من البحوث, عندما تكون المشكلة محل البحث جديدة لم يسبق إليها, أو عندما تكون المعلومات أو المعارف المتحصل عليها حول المشكلة قليلة وضعيفة.
هـ ـ البحث الوصفي والتشخيصي:
وهو الذي يهدف إلى تحديد سمات وصفات وخصائص ومقومات ظاهرة معينة تحديدا كميا ونوعيا.( [5])
و ـ البحث التجريبي:
يتحدد عن طريق التعرف على المنهج التجريبي, الذي سنأتي إلى دراسته دراسة مفصلة, ويكفي هنا القول: أن البحث التجريبي هو الذي يقوم على أساس الملاحظة والتجارب لإثبات صحة الفروض, وذلك باستخدام قوانين علمية عامة.

[1]) د حنان عيسى و د غانم العبيدي, أساسيات البحث العلمي, الرياض, دار العلوم للطباعة والنشر, 1984, ص 160.

[2]) د محمد عفيفي حمودة, البحث العلمي, الطبعة الثانية, عين شمس, مطابع سجل العرب, 1983, ص 22.

[3])د حنان سلطان, مرجع سابق, ص 25.

[4])الدكتور أحمد بدر, المرجع السابق, ص 20 ـ 27.

[5])الدكتور أحمد بدر, المرجع السابق, ص 29.
أدوات البحث العلمي:

وهي مجموعة الوسائل والطرق والأساليب المختلفة, التي يعتمد عليها في الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة لإنجاز البحث.
وإذا كانت أدوات البحث متعددة ومتنوعة, فإن طبيعة الموضوع أو المشكلة, هي التي تحدد حجم ونوعية وطبيعة أدوات البحث التي يجب أن يستخدمها الباحث في إنجاز وإتمام عمله, كما أن براعة الباحث وعبقريته تلعب دورا هاما في تحديد كيفية استخدام أدوات البحث العلمي. ومن أهم أدوات البحث:
1 ـ العينة: وهي ذلك الجزء من المجتمع التي يجري اختيارها وفق قواعد وطرق علمية, بحيث تمثل المجتمع تمثيلا صحيحا( [1]).
2 ـ الملاحظة باختلاف أنواعها: الملاحظة هي إحدى الوسائل المهمة في جمع البيانات والمعلومات, وهناك قول شائع بأن العلم يبدأ بالملاحظة. وتبرز أهمية هذه الوسيلة في الدراسات الاجتماعية والانثربولوجية والنفسية وجميع المشكلات التي تتعلق بالسلوك الإنساني ومواقف الحياة الواقعية.
وتستخدم الملاحظة في جمع البيانات التي يصعب الحصول عليها عن طريق المقابلة أو الاستفتاء, كما تستخدم في البحوث الاستكشافية والوصفية والتجريبية.
ويمكن تقسيم الملاحظة إلى قسمين:
أ ـ الملاحظة البسيطة: وهي الملاحظة غير الموجهة للظواهر الطبيعية, حيث تحدث تلقائيا, وبدون أن تخضع لأي نوع من الضبط العلمي, ودون استخدام الباحث لأي نوع من أنواع أدوات القياس للتأكد من صحة الملاحظة ودقتها.

ب ـ الملاحظة المنظمة: وهي الملاحظة الموجهة, والتي تخضع إلى أساليب الضبط العلمي, فهي تقوم على أسس منظمة ومركزة بعناية.
وقد أثبتت الملاحظة المنظمة فعاليتها في تسهيل عملية تحليل العديد من النشاطات الإنسانية, وذلك باستخدام الصور الفوتوغرافية, والخرائط...
3 ـ الاستخبارات المختلفة:
4 ـ المقابلة: وتعتبر من الوسائل الشائعة الاستعمال في البحوث الميدانية, لأنها تحقق أكثر من غرض في نفس الباحث, فبالإضافة إلى كونها الأسلوب الرئيس الذي يختاره الباحث إذا كان الأفراد المبحوثين ليس لديهم إلمام بالقراءة أو الكتابة, أو أنهم يحتاجون إلى تفسير وتوضيح الأسئلة, أو أن الباحث يحتاج لمعرفة ردود الفعل النفسية على وجوه أفراد الفئة المبحوثة.
والمقابلة أنواع: فهناك المقابلة الفردية, والمقابلة الجماعية, المقابلة بين رئيس ومرؤوس, بين مسئول في التنظيم وطالب للوظيفة...
5 ـ أساليب القياس:
6 ـ الأساليب الإسقاطية:
7 ـ الاستبيان: ويسمى أيضا بالاستقصاء, وهو إحدى الوسائل الشائعة الاستعمال للحصول على المعلومات, وحقائق تتعلق بآراء واتجاهات الجمهور حول موضوع معين أو موقف معين. ويتكون الاستبيان من جدول من الأسئلة توزع على فئة من المجتمع ( عينة ), بواسطة البريد أو باليد أو قد تنشر في الصحف أو التليفزيون أو الإنترنت, حيث يطلب منهم الإجابة عليها وإعادتها إلى الباحث. والهدف منه هو الحصول على بيانات واقعية وليس مجرد انطباعات وآراء هامشية.
8 ـ المصادر والوثائق المختلفة:
9 ـ الوسائل الإحصائية:

[1])د عبد المجيد لطفي, علم الاجتماع, الطبعة السابعة, القاهرة, دار المعارف, 1976, ص 353.
وقد أثبتت الملاحظة المنظمة فعاليتها في تسهيل عملية تحليل العديد من النشاطات الإنسانية, وذلك باستخدام الصور الفوتوغرافية, والخرائط...3 ـ الاستخبارات المختلفة:4 ـ المقابلة: وتعتبر من الوسائل الشائعة الاستعمال في البحوث الميدانية, لأنها تحقق أكثر من غرض في نفس الباحث, فبالإضافة إلى كونها الأسلوب الرئيس الذي يختاره الباحث إذا كان الأفراد المبحوثين ليس لديهم إلمام بالقراءة أو الكتابة, أو أنهم يحتاجون إلى تفسير وتوضيح الأسئلة, أو أن الباحث يحتاج لمعرفة ردود الفعل النفسية على وجوه أفراد الفئة المبحوثة.والمقابلة أنواع: فهناك المقابلة الفردية, والمقابلة الجماعية, المقابلة بين رئيس ومرؤوس, بين مسئول في التنظيم وطالب للوظيفة...5 ـ أساليب القياس:6 ـ الأساليب الإسقاطية:7 ـ الاستبيان: ويسمى أيضا بالاستقصاء, وهو إحدى الوسائل الشائعة الاستعمال للحصول على المعلومات, وحقائق تتعلق بآراء واتجاهات الجمهور حول موضوع معين أو موقف معين. ويتكون الاستبيان من جدول من الأسئلة توزع على فئة من المجتمع ( عينة ), بواسطة البريد أو باليد أو قد تنشر في الصحف أو التليفزيون أو الإنترنت, حيث يطلب منهم الإجابة عليها وإعادتها إلى الباحث. والهدف منه هو الحصول على بيانات واقعية وليس مجرد انطباعات وآراء هامشية.8 ـ المصادر والوثائق المختلفة:9 ـ الوسائل الإحصائية:
[1])د عبد المجيد لطفي, علم الاجتماع, الطبعة السابعة, القاهرة, دار المعارف, 1976, ص 353.
الفصل الثانيمراحل إعداد البحث العلمي:
يتضمن هذا الفصل:1 ـ مرحلة اختيار الموضوع:2 ـ مرحلة البحث عن الوثائق:3 ـ مرحلة القراءة والتفكير:4 ـ مرحلة تقسيم الموضوع:5 ـ مرحلة جمع المعلومات:6 ـ مرحلة الكتابة:مراحل إعداد البحث العلمي:
تخضع عملية إنجاز وإعداد البحث العلمي في ميدان العلوم القانونية, مثل بقية الفروع الأخرى, إلى طرق وإجراءات وأساليب علمية وعملية منطقية صارمة ودقيقة, يجب احترامها والتقيد بها وإتباعها بدقة وعناية, حتى يتمكن الباحث من إعداد بحثه وإنجازه بصورة سليمة وناجحة وفعالة.وتعتبر هذه الطرق والإجراءات من صميم تطبيقات علم المنهجية في مفهومه الواسع, كما تجب الإشارة هنا إلى أن اصطلاح البحث العلمي يشمل كل التقارير العلمية المنهجية والموضوعية مثل: مذكرات التخرج في مستوى الليسانس, وأبحاث رسائل الماجستير والدراسات العليا, وغيرها من التقارير العلمية.وتمر عملية إعداد البحث العلمي بعدة مراحل, متسلسلة ومتتابعة, متكاملة ومتناسقة, في تكوين وبناء البحث وإنجازه, وهذه المراحل هي:مرحلة تحديد المشكلة واختيار الموضوع, مرحلة حصر وجمع الوثائق العلمية المتعلقة بالموضوع, مرحلة القراءة والتفكير, مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع, مرحلة جمع وتخزين المعلومات, مرحلة الصياغة والكتابة.المرحلة الأولى: مرحلة اختيار الموضوع:
وهي عملية تحديد المشكلة العلمية التي تتطلب حلا علميا لها, من عدة فرضيات علمية, بواسطة الدراسة والبحث والتحليل لاكتشاف الحقيقة أو الحقائق العلمية المختلفة المتعلقة بالمشكلة محل البحث, وتفسيرها واستغلالها في حل ومعالجة القضية المطروحة للبحث العلمي.ـ الإحساس بالمشكلة:الإحساس بالمشكلة يعتبر نقطة البداية في أي مجهود للبحث العلمي, فهي تتطلب ( المشكلة ) إجابات شافية على تساؤلات الفرد واستفساراته.وتعتبر هذه المرحلة من أولى مراحل إعداد البحث العلمي والأكثر صعوبة ودقة, نظرا لتعدد واختلاف عوامل ومقاييس الاختيار, حيث توجد عوامل ومعايير مقاييس ذاتية نفسية وعقلية واجتماعية واقتصادية, ومهنية تتحكم في عملية اختيار الموضوع.
أ ـ العوامل الذاتية:ـ الاستعداد والرغبة النفسية الذاتية: يحقق عملية الارتباط النفسي بين الباحث وموضوعه. وينتج عن ذلك المثابرة والصبر والمعاناة والتحمس المعقول والتضحية الكاملة للبحث.ـ القدرات: العقلية, سعة الاطلاع, التفكير والتأمل, الصفات الأخلاقية مثل هدوء الأعصاب وقوة الملاحظة وشدة الصبر والموضوعية والنزاهة والابتكار إلى غير ذلك من الصفات والقدرات.ـ نوعية التخصص العلمي: يختار الباحث موضوع بحثه في نطاق تخصصه العلمي, بوجه عام أو في أحد فروع تخصصه, فهو عامل أساسي في اختيار الموضوع.ـ طبيعة موقف الباحث: فيختار الباحث موضوع بحثه بما يتناسب مع مركزه العلمي والاجتماعي والسياسي, وما إليها من الاعتبارات تسهيلا على الباحث في عملية البحث في نطاق الوظيفة الممارسة.ـ الظروف الاجتماعية والاقتصادية:ب ـ العوامل الموضوعية:1 ـ القيمة العلمية للموضوع: يجب أن يكون الموضوع ذو قيمة علمية نظرية وعملية حية ومفيدة في كافة مجالات الحياة العامة والخاصة, مثل حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية القائمة.2 ـ أهداف سياسة البحث العلمي المعتمدة: وذلك نظرا لارتباط البحث العلمي بالحياة العامة الوطنية والدولية, ونظرا لارتباط وتفاعل التكوين والبحث العلمي بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في الدولة. وذلك دون التضحية بقيم حرية الفكر والحياة العلمية, وبدون التضحية بقيم التفتح على عالم الخلق والإبداع الإنسانيين.3 ـ مكانة البحث بين أنواع البحوث العلمية الأخرى: فقد يكون البحث مذكرة الليسانس أو الماجستير وقد يكون في صورة دراسة خبرة مقدمة لمكاتب الدراسات ومخابر الأبحاث.فنوعية البحث تتحكم في تحديد الموضوع الصالح للبحث.4 ـ مدى توفر الوثائق والمراجع: حيث توجد الموضوعات النادرة المصادر والوثائق العلمية, وهناك الموضوعات التي تقل فيها الوثائق العلمية المتعلقة بحقائقها, كما توجد الموضوعات الغنية بالوثائق والمصادر العلمية الأصلية. وهو عامل أساسي جوهري في تحديد واختيار الموضوع.والوثائق العلمية هي جميع المصادر والمراجع الأولية والثانوية التي تحتوي على جميع المواد والمعلومات والمعارف المكونة للموضوع, والتي تشكل في مجموعها طاقة للإنتاج الفكري والعقلي في ميدان البحث العلمي, وهذه الوثائق قد تكون مخطوطة أو مطبوعة أو مسموعة أو مرئية.ـ القواعد الأساسية في تحديد المشكلة:1 ـ وضوح موضوع البحث:أن يكون موضوع البحث محددا, وغير غامض أو عام, حتى لا يصعب على الباحث التعرف على جوانبه المختلفة فيما بعد, فقد يدو له الموضوع سهلا للوهلة الأولى ثم إذا دقق فيه ظهرت له صعوبات جمة قد لا يستطيع تجاوزها, أو قد يكتشف أن هناك من سبقه إلى دراسة المشكلة ذاتها, أو أن المعلومات التي جمعها مشتتة وضعيفة الصلة بالمشكلة. وهذا كله نتيجة عدم وضوح الموضوع في ذهن الباحث وتصوره.2 ـ تحديد المشكلة: وهي أن تصاغ مشكلة البحث صياغة واضحة, بحيث تعبر عما يدور في ذهن الباحث وتبين الأمر الذي يرغب في إيجاد حل له, ولا يتم صياغة المشكلة بوضوح إلا إذا استطاعت تحديد العلاقة بين عاملين متغيرين أو أكثر, ومن ثم تصاغ بشكل سؤال يتطلب إجابة محددة.3 ـ وضوح المصطلحات: يحذر المتخصصون من إمكانية وقوع البحث في متاعب وصعوبات نتيجة إهمال الباحث, وعدم دقته في تحديد المصطلحات المستخدمة.والاصطلاح هو ذلك المفهوم العلمي أو الوسيلة الرمزية التي يستخدمها الإنسان في التعبير عن أفكاره ومعانيه, من أجل توصيلها للآخرين, فهي إذن التعريفات المحددة والواضحة للمفاهيم الإنسانية, ذات الصفات المجردة التي تشترك فيها الظواهر والحوادث والوقائع دون تعيين حادثة أو ظاهرة معينة.وتحديد المشكلة أو الإشكالية ليس أمرا سهلا كما يتصور البعض, حيث أنه يتطلب من الباحث دراسة جميع نواحي المشكلة, ثم تعريفها تعريفا واضحا, والتثبت من أهميتها العلمية حتى تكون جديرة بالدراسة, فيقوم الباحث بقراءة مبدئية عنها ويستنير بآراء المختصين في ذلك المجال.ويذهب بعض الباحثين إلى القول بأن أفضل طريقة لتحديد الإشكالية هي وضعها في شكل سؤال يبين العلاقة بين متغيرين. ويمكن للباحث أن يحدد الإشكالية دون وضعها على شكل سؤال( [1]).ـ صياغة الفرضيات: بعد أن يحدد الباحث المشكلة، ينتقل إلى مرحلة الفرضيات المتعلقة بموضوع البحث, ولا يعني هذا أن الفرضيات تأتي في مرحلة فكرية متأخرة عن مرحلة الإشكالية, وما الفرضيات إلا إجابات مبدئية للسؤال الأساسي, الذي يدور حوله موضوع البحث.ويعتبر الافتراض مبدئيا, لأن موضوع البحث لا يكون في صورته الأخيرة الواضحة, وتأخذ الافتراضات بالتبلور والوضوح, كلما اتضحت صورة البحث.فالافتراضات ما هي إلا تخمينات أو توقعات أو استنتاجات, يتبناها الباحث مؤقتا كحلول لمشكلة البحث, فهي تعمل كدليل ومرشد له, ويرى بعض الكتاب أن الفرض ما هو إلا عبارة مجردة, لا تحمل صفة الصدق أو الكذب, بل هي نقطة انطلاق للوصول إلى نتيجة يستطيع عندها الباحث من قبول الفرض أو رفضه.وقد وجد الباحثون والمختصون أن الافتراضات الجيدة تتميز بالصفات التالية:ـ أن يكون الفرض موجزا مفيدا وواضحا يسهل فهمه.ـ أن يكون الفرض مبنيا على الحقائق الحسية والنظرية والذهنية لتفسير جميع جوانب المشكلة.ـ أن يكون الفرض قابلا للاختبار والتحقيق.ـ أن لا يكون متناقضا مع الفروض الأخرى للمشكلة الواحدة, أو متناقضا مع النظريات والمفاهيم العلمية الثابتة.ـ تغطية الفرض لجميع احتمالات المشكلة وتوقعاتها, وذلك باعتماد مبدأ الفروض المتعددة لمشكلة البحث.
[1])د كامل محمد المغربي, مرجع سابق, ص 47.
المرحلة الثانية: مرحلة البحث عن الوثائق:يتعين على الباحث الحصول على بيانات بحثه من خلال المصادر والمراجع( [1]) الموجودة بالمكتبات, وتسمى هذه العملية عملية التوثيق أو البيبليوغرافيا, وتعتبر من أهم العمليات اللازمة للقيام بأي بحث, وذلك بنقل المعلومات أو الاستشهاد ببعض الفقرات أو تعزيز وجهة النظر الخاصة بالباحث.وتنقسم الوثائق إلى قسمين:أ ـ الوثائق الأصلية الأولية والمباشرة: ( المصادر ).وهي تلك الوثائق التي تتضمن الحقائق والمعلومات الأصلية المتعلقة بالموضوع, وبدون استعمال وثائق ومصادر وسيطة في نقل هذه المعلومات, وهي التي يجوز أن نطلق عليها اصطلاح " المصادر".وأنواع الوثائق الأولية والأصلية العلمية في ميدان العلوم القانونية والإدارية هي:1 ـ المواثيق القانونية العامة والخاصة, الوطنية والدولية.
2 ـ محاضر ومقررات وتوصيات هيئات المؤسسات العامة الأساسية مثل المؤسسة السياسية, التشريعية والتنفيذية.3 ـ التشريعات والقوانين والنصوص التنظيمية المختلفة.4 ـ العقود والاتفاقيات والمعاهدات المبرمة والمصادق عليها رسميا.5 ـ الشهادات والمراسلات الرسمية.6 ـ الأحكام والمبادئ والاجتهادات القضائية.7 ـ الإحصائيات الرسمية.ب ـ الوثائق غير الأصلية وغير المباشرة: ( المراجع ).وهي المراجع العلمية التي تستمد قوتها من مصادر ووثائق أصلية ومباشرة, أي أنها الوثائق والمراجع التي نقلت الحقائق والمعلومات عن الموضوع محل البحث, أو عن بعض جوانبه من مصادر ووثائق أخرى, وهي التي يجـوز أن نطلق عليها لفظ "المراجع".ومن أمثلتها:1 ـ الكتب والمؤلفات القانونية الأكاديمية العامة والمتخصصة في موضوع من الموضوعات, مثل كتب القانون الدولي والعلاقات الدولية, القانون الإداري, الدستوري, العلوم السياسية, القانون المدني, التجاري....2 ـ الدوريات والمقالات العلمية المتخصصة, وأحكام القضاء والنصوص القانونية مثل نشرية وزارة العدل والدوريات المتخصصة.3 ـ الرسائل العلمية الأكاديمية المتخصصة, ومجموع البحوث والدراسات العلمية والجامعية التي تقدم من أجل الحصول على درجات علمية أكاديمية.4 ـ الموسوعات ودوائر المعارف والقواميس.
[1])نميل إلى وجوب التفرقة بين المصادر والمراجع: فالمصدر Source هو أقدم ما يحوي مادة عن موضوع ما, وهي ما يسمى بـ " المراجع الأصلية ", وهي المراجع ذات القيمة في الرسائل العلمية, ولذلك وجب الاعتماد عليها والرجوع إليها, وكلما ازداد استخدام المراجع الأصلية وكثرت الحقائق المستقاة منها, كلما عظمت قيمة الرسالة, وبخاصة إذا كانت هذه الحقائق لم تصل إليها يد من قبل.والمرجع هو Reference ما أخذ مادة أصلية من مراجع متعددة وأخرجها في ثوب جديد. وعلى الطالب العودة دائما إلى الأصول والمصادر إلا إذا تعذر عليه الأمر.
المرحلة الثالثة: مرحلة القراءة والتفكير:هي عمليات الاطلاع والفهم لكافة الأفكار والحقائق, التي تتصل بالموضوع, وتأمل هذه المعلومات والأفكار تأملا عقليا فكريا, حتى يتولد في ذهن الباحث النظام التحليلي للموضوع.تجعل الباحث مسيطرا على الموضوع, مستوعبا لكل أسراره وحقائقه, متعمقا في فهمه, قادرا على استنتاج الفرضيات والأفكار والنظريات منها.أهداف مرحلة القراءة والتفكير:1 ـ التعمق في التخصص وفهم الموضوع, والسيطرة على جل جوانبه.2 ـ اكتساب نظام التحليل قوي ومتخصص, أي اكتساب ذخيرة كبيرة من المعلومات والحقائق تؤدي في الأخير إلى التأمل والتحليل.3 ـ اكتساب الأسلوب العلمي القوي.4 ـ القدرة على إعداد خطة الموضوع.5 ـ الثروة اللغوية الفنية والمتخصصة.6 ـ الشجاعة الأدبية لدى الباحث.شروط وقواعد القراءة:1 ـ أن تكون واسعة شاملة لجميع الوثائق والمصادر والمراجع المتعلقة بالموضوع.2 ـ الذكاء والقدرة على تقييم الوثائق والمصادر.3 ـ الانتباه والتركيز أثناء عملية القراءة.4 ـ يجب أن تكون مرتبة ومنظمة لا ارتجالية وعشوائية.5 ـ يجب احترام القواعد الصحية والنفسية أثناء عملية القراءة.6 ـ اختيار الأوقات المناسبة للقراءة.7 ـ اختيار الأماكن الصحية والمريحة.8 ـ ترك فترات للتأمل والتفكير ما بين القراءات المختلفة.9 ـ الابتعاد عن عملية القراءة خلال فترات الأزمات النفسية والاجتماعية والصحية.أنـواع القـراءة:1 ـ القراءة السريعة الكاشفة:وهي القراءة السريعة الخاطفة التي تتحقق عن طريق الاطلاع عن الفهارس ورؤوس الموضوعات في قوائم المصادر والمراجع المختلفة, كما تشمل الاطلاع على مقدمات وبعض فصول وعنوانين المصادر والمراجع.كما تستهدف تدعيم قائمة المصادر والمراجع المجمعة بوثائق جديدة, وكذا معرفة سعة وآفاق الموضوع وجوانبه المختلفة, وتكشف القيم والجديد والمتخصص والخاص من الوثائق والعام.2 ـ القراءة العادية:وهي القراءة التي تتركز حول الموضوعات التي تم اكتشافها بواسطة القراءة السريعة, يقوم بها الباحث بهدوء وتؤدة, وفقا لشروط القراءة السابقة الذكر, واستخلاص النتائج وتدوينها في بطاقات.3 ـ القراءة العميقة والمركزة:وهي التي تتركز حول بعض الوثائق دون البعض الآخر, لما لها من أهمية في الموضع وصلة مباشرة به, الأمر الذي يتطلب التركيز في القراءة والتكرار والتمعن والدقة والتأمل, وتتطلب صرامة والتزاما أكثر من غيرها من أنواع القراءات.وتختلف أهداف القراءة المركزة عنها في القراءة العادية, حيث يعنى الباحث في التعرف على إطار المشكلة ذاتها, والآراء الفكرية التي تناولتها, والفروض التي تبناها الباحثون, والمناهج العلمية التي استخدموها, وذلك بهدف الاسترشاد والتوضيح في تقرير مسيرة دراسته, من حيث المعلومات التي يحتاجها.
المرحلة الرابعة: مرحلة تقسيم وتبويب الموضوع:
وهي عملية جوهرية وحيوية للباحث في إعداد بحثه, وتتضمن تقسيمات الموضوع الأساسية والكلية والفرعية والجزئية والخاصة, على أسس ومعايير علمية ومنهجية واضحة ودقيقة.فيجب أن تخضع عملية التقسيم إلى أساس سليم وفكرة منظمة ورابطة خاصة, كالترتيب الزمني أو الأهمية....وتقسيم الموضوع يعني تحديد الفكرة الأساسية والكلية للموضوع, تحديدا جامعا مانعا وواضحا, وإعطائها عنوانا رئيسا, ثم تحديد مدخل الموضوع في صورة مقدمة البحث, والقيام بتفتيت و تقسيم الفكرة الأساسية إلى أفكار فرعية وجزئية خاصة. بحيث يشكل التقسيم هيكلة وبناء البحث, ثم القيام بإعطاء العنوانين الفرعية والجزئية.(( الأجزاء, الأقسام, الأبواب, الفصول, الفروع , المباحث , المطالب. ثم: أولا، ثانيا, ثالثا....ثم أ ب ج...ثم 1 , 2 , 3 .....)).شروط التقسيم والتبويب:هناك مجموعة من الشروط والقواعد يجب إتباعها لتقسيم البحث بصورة سليمة وناجحة, ومن هذه الشروط والقواعد والإرشادات:1 ـ التعمق والشمول في تأمل كافة جوانب وأجزاء وفروع ونقاط الموضوع بصورة جيدة.2 ـ الاعتماد الكلي على المنطق والموضوعية والمنهجية في التقسيم والتبويب.3 ـ احترام مبدأ مرونة خطة وتقسيم البحث.4 ـ يجب أن يكون تحليليا وحيا ودالا, وليس تجميعا لموضوعات وعناوين فارغة.5 ـ تحاشي التكرار والتداخل والاختلاط بين محتويات العناصر والموضوعات والعناوين الأساسية والفرعية والعامة والخاصة.6 ـ ضرورة تحقيق التقابل والتوازن بين التقسيمات الأساسية والفرعية أفقيا وعموديا, كأن يتساوى ويتوازن عدد أبواب الأقسام والأجزاء, وكذا عدد فصول الأبواب وعدد فروع الفصول وهلم جرا.
المرحلة الخامسة: مرحلة جمع وتخزين المعلومات:
يسرت التطورات التقنية المتسارعة والمتلاحقة, عملية جمع المعلومات البحثية, خاصة بعد الفترة التي أطلق عليها " الثورة المعلوماتية " في العقدين الأخيرين, والتي تبلورت معالمها في سهولة نقل المعلومات وتدفقها عبر وسائل الاتصالات.وتعتبر المعلومات المجمعة ركيزة الباحث الأساسية, كمقومات محورية للبحث, وكلما جمع الباحث أكبر عدد من المعلومات وبنوعية حديثة وممتازة, كلما أدى ذلك إلى تمكنه من تغطية متطلبات بحثه بكل فروعه ونقاطه. خاصة إذا اعتمدت المعلومات المجمعة على قواعد بيانات تتصف بالشفافية والمصداقية والتسلسل والمنطقية.وتعكس المعلومات المجمعة مدى إلمام الباحث بما كتب ونشر حول موضوعه, والوقوف على مختلف الآراء والأفكار, خاصة إذا تمكن الباحث من جمع معلومات بلغات أجنبية حية, وتمكن من ترجمتها بدقة وموضوعية.أهم مصادر المعلومات:وأهم مصادر المعلومات في عصرنا هذا:ـ شبكة المعلومات الالكترونية ( الانترنت ).ـ الدوريات المتخصصة.ـ المؤتمرات العلمية والندوات.ـ الرسائل العلمية ( الماجستير والدكتوراه ).ـ الكتب العلمية المتخصصة.ـ الموسوعات والقواميس ودوائر المعارف وأمهات الكتب.ـ كتب التراث والمخطوطات.تصفية المعلومات:وسرعان ما يجد الباحث نفسه يغوص في بحر من المعلومات والبحوث والمؤتمرات والرسائل الجامعية, فماذا يفعل؟الخطوة الأولى والأساسية تتمثل في تنقية وغربلة المعلومات التي حصل عليها, وذلك بواسطة الطرق التالية:ـ إعطاء الأولوية للمصادر الأصلية المباشرة وتقديمها على غيرها من المراجع الثانوية وغير المباشرة, والتي تعتمد أساسا على المصادر.ـ التركيز على المصادر والمراجع الأكثر حداثة: سواء في احصاءاتها وأرقامها, أو توثيقها أو صياغة نظرياتها.ـ حذف واستبعاد المراجع أو المعلومات المكررة الركيكة: والضعيفة والمنقولة عن مصادر متوفرة, حرصا على دقة وقوة ومصداقية المعلومات, واحتياطا لتوثيقها باعتمادها على أمهات الكتب والمصادر.ـ البعد عن المعلومات غير العلمية: والمستندة إلى تعصب أو تحيز لفكر معين أو مذهب معين, أو قائمة على العاطفة والحماس بعيدا عن الموضوعية المجردة.ـ استبعاد المعلومات التي تتعارض مع الحقائق العلمية: تخلصا وبعدا عن بلبلة الأفكار والتكهنات, وكل الأمور التي تغاير الدراسات العلمية.ـ الحرص على استبعاد المعلومات التي لا تتعلق وبصفة مباشرة بموضوع البحث: تلافيا للتشعب والتوسع, وتجنب الاستطراد, وتوفير الوقت والجهد.ـ تركيز الباحث على مصادر المعلومات الدولية الأكثر والأدق توثيقا ومصداقية ما أمكن ذلك, مثل مصادر ونشرات الأمم المتحدة, مع الأخذ بعين الاعتبار أن المص در الدولية يحشد لها أفضل العلماء وأكثرهم تخصصا.أساليب تخزين المعلومات:أما بالنسبة لجمع وتخزين المعلومات, فهناك أسلوبان أساسيان هما:1 ـ أسلوب البطاقات:ويعتمد على إعداد بطاقات صغيرة الحجم أو متوسطة, ثم ترتب على حسب أجزاء وأقسام وعناوين البحث, ويشترط أن تكون متساوية الحجم, مجهزة للكتابة فيها على وجه واحد فقط, وتوضع البطاقات المتجانسة من حيث عنوانها الرئيس في ظرف واحد خاص.ويجب أن تكتب في البطاقة كافة المعلومات المتعلقة بالوثيقة أو المصدر أو المرجع الذي نقلت منه المعلومات, مثل اسم المؤلف, العنوان, بلد ودار الإصدار والنشر, رقم الطبعة, تاريخها, ورقم الصفحة أو الصفحات.2 ـ أسلوب الملفات:يتكون الملف من علاف سميك ومعد لاحتواء أوراق مثقوبة متحركة, يقوم الباحث بتقسيم الملف أو الملفات على حسب خطة تقسيم البحث المعتمدة, مع ترك فراغات لاحتمالات الإضافة وتسجيل معلومات مستجدة, أو احتمالات التغيير والتعديل.ويتميز أسلوب الملفات بمجموعة من الميزات منها:ـ السيطرة الكاملة على معلومات الموضوع من حيث الحيز.ـ ضمان حفظ المعلومات المدونة وعدم تعرضها للضياع.ـ المرونة, حيث يسهل على الباحث أن يعدل أو يغير أو يضيف في المعلومات.ـ سهولة المراجعة والمتابعة من طرف الباحث, لما تم جمعه من المعلومات.هذان هما الأسلوبان الأساسيان في الجمع والتخزين, ويوجد أسلوب التصوير كأسلوب استثنائي جدا, حيث ينحصر استعماله في الوثائق التي تتضمن معلومات قيمة وهامة جدا.قواعد تسجيل المعلومات:1 ـ حتمية الدقة والتعمق في فهم محتويات الوثائق, والحرص واليقظة في التقاط وتسجيل الأفكار والمعلومات.2 ـ انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط بموضوع البحث, ويترك ما كان حشوا .3 ـ يجب احترام منطق تصنيف وترتيب البطاقات أو الملفات المستخدمة في جمع وتخزين المعلومات.4 ـ احترام التسلسل المنطقي بين المعلومات والحقائق والأفكار.هذه مرحلة الجمع والتخزين وتليها مرحلة التحرير والصياغة.

 محاضرات المنهجية(السداسي الأول)للسنوات الأولىالسنة الجامعية2008/20071-" أهمية المنهجية و ضرورتها في الدراسات الأكاديمية" 1- مفهوم المنهجية :هي الطريقة التي يتبعها العقل لمعالجة أو دراسة موضوع أو مسألة ما من أجل التوصل إلى نتائج معينة و تكون :علمية:الكشف عن الحقيقةو مقصودة:البرهنة عليها لإقناع الغيركما تعني تعلم الإنسان كيفية استخدام ملكاته الفكرية و قدراته العقلية أحسن استخدام للوصول إلى نتيجة معينة بأقل جهد و أقصر طريقة ممكنة.و يستخدم الباحث تفكيره كأسلوب لمعالجة القضايا و هو أداة المنهجية في ذلك.2- أهمية المنهجية :باعتبارها : - أداة فكر و تفكير و تنظيمأداة عمل و تطبيقأداة تخطيط و تسييرأداة فن و إبداعأ- أداة فكر و تفكير و تنظيم:أداة هامة في زيادة المعرفة و استمرار التقدم و مساعدة الدارس على تنمية قدراته في فهم المعلومات و البيانات و معرفة المفاهيم و الأسس و الأساليب التي يقوم عليها أي بحث علمي.ب- أداة عمل و تطبيق :ُتزود الباحث بالخِبرات التي تمكنه من القراءة التحليلية الناقدة للأعمال التي يتفحصها و تقييم نتائجها و الحكم على أهميتها و استعمالها في مجال التطبيق و العمل.ج- أداة تخطيط و تسيير :ُتزود المُشتغلين (خاصة في المجالات الفكرية) بتقنيات تساعدهم على معالجة الأمور و المشكلات التي تواجههم.د- أداة فن و إبداع :تتضمن طرق، أساليب، إرشادات والأدوات العلمية و الفنيةتساعد الباحث لإنجاز بحوثه (نظرية علمية)تمكن الباحث من إتقان عملهتجنبه الخطوات المبعثرة و الهفوات2- "أهمية منهجية الدراسات الأكاديمية و التطبيقية في مجال العلوم القانونية"و ذلك لاعتبارين :الأول:يتمثل في أهمية تلك الدراسات في تأهيل دارسي القانون و إعدادهم للمهن القانونية.الثاني :ضمان فعالية الدراسات التطبيقية و ذلك بوضعها في إطار منهجي معين.

"المنهجية و المعرفة"رغم أن المنهجية لم تُكتسب إلا حديثا مع ظهور النهضة العلمية إلا أن الإنسان قد اكتسب المعرفة بطرق مختلفة إلى أن توصل إلى الطريقة العلمية (المنهجية و المعرفة).1- تحديد مصطلح المنهجية:هي تطبيق المنظور العلمي في دراسة الظواهر و الحوادث. و هي الوسيلة التي نعين بها طريقة البحث و نبرهن عن مدى ملائمة هذه الطريقة لدراسة الظاهرة و تحصيل المعرفة حولها.والمنهجية لها صلة وثيقة بين النظم العلمية و المبادئ الأساسية للمنظور العلمي العام و بذلك يمثلالمدخلالمنهجيوالذي يشرح مبادئ المنظور العلمي مثل التصور المنهجي الذي يتخذ منه الباحث مدخله لمعالجة الظاهرة حيث يقوم أولا بتحديد الطريقة المناسبة لتناول الظاهرة و معالجتها. و هذه الطريقة تنقل التصور المنهجي لمعالجة الظاهرة من التصور إلى التطبيق.2- ظاهرة المعرفة :إن محاولة الإنسان لفهم الظواهر مستمر و ذلك لأنه لا يقنع بما حصّله من معرفة حولها، كما يرجع بحث الإنسان للإستطلاع و رغبته الدائمة في تكوين فكرة واضحة عما يحيط به من وقائع و أحداث و القوى الموجهة لها و المتحكمة في وقوعها و كيفية السيطرة عليها و التحكم في حدوثها و نتيجة لذلك إستمرت عملية التفكير و هذا ما أدى إلى تراكم المعارف على مدى العصور.أ) المعرفة تقوم على أسس تُحدد طبيعتها و تتأثر بالإطار الإجتماعي و المستوى الإدراكي(المعرفة العلمية أساس العلم):و من هنا يظهر الإختلاف بين المعرفة العامية و المعرفة العلمية.مفهوم المعرفة العامية :تتمثل في صفات و كيفيات يخلعها الناس على الأشياء بغير ضابط ومن هنا تفقد الدقة التي ينشدها العلم كما أنها عبارة عن آراء خاطفة و أحكام فردية متسرعة على الأشياء حيث يتأثر أصحابها بأفكار تلقوها من الغير فسلموا بها و تتسم بالمعرفة الذاتية و البعد عن الموضوعية.مفهوم المعرفة العلميةو من أبرز خصائصها أنها ُتستقى من التجربة العلمية فلا تأتي عن طريق الآخرين أو بالتواتر إلا وفق شروط معينة و ذلك لأن العلم يتميز بالنزعة الموضوعية.مفهوم الموضوعية : وهي معرفة الأشياء كما هي موجودة في الواقع لا كما نشتهي و هذا لأن منهج البحث العلمي يقتضي منا التجّرد من الميول و الرغبات و لهذا يُكّون هذا النوع من المعرفة موضوعا أساسيا للعلم حيث أن العلم غايته كشف العلاقات القائمة بين الظواهر و صياغة هذا كله في قوانين تنبؤية عامة ، لذا فقد إعتُبر التنبؤ طابع المعرفة العلمية.و لما كانت المعرفة كظاهرة اجتماعية تربطها علاقات مع بقية ظواهر الحياة الإجتماعية و تدخل معها في علاقات متبادلة وبالتالي أصبح من المهم معرفة علاقاتها ببقية الظواهر و على هذا الأساس فإن قسّم المعرفة إلى 3 أنواع :MAX SCHELER1- معرفة السيطرة و الإنتاج 2- المعرفة الثقافية 3- المعرفة المخلصة1) معرفة السيطرة و الإنتاج : تُمكن العارف من توفير السبيل للسيطرة على الطبيعة و إحداث تغيرات في البيئة.2) المعرفة الثقافيةترتبط بطبيعة القيم و المعاني و المعايير و تتمثل في معرفة الآخرين و المعرفة الفلسفية و هذا النوع (م.ثقافية) يترتب عنه إحداث تغيرات في شخصية الأفراد أو جماعات أو مجتمعات.3) المعرفة المخلصةذات طابع ديني و تقود إلى نوع من الخلاص الروحي و الوئام و التضحية من أجل مبادئ معينة.ب) الأساليب المنهجية للمعرفة :ُتصنف المعرفة حسب طبيعتها و علاقتها بالسياق الإجتماعي إلى :1- معرفة تجريبية مباشرة 2- معرفة فلسفية 3- معرفة علمية1) المعرفة التجريبية المباشرة (منهج التجربة الحسية): تقتصر على ملاحظة الظواهر على أساس بسيط أي على مستوى الإدراك الحسي و قد لجأت البشرية لهذا النوع من المعرفة الحسية لتحديد معاني المواقف و الأحداث و بتراكمها تكونت للإنسان خِبرات معينة مكنته من الإستفادة منها في حياته اليومية.ولكن هذه المعرفة لم تمكن الإنسان من تفسير الظواهر المحيطة به و قد نتج عن تراكم هذه الخِبرات :ظهور بعض الآراء الحسية المشتركة بين الناس تتمتع بالبداهة و الإشتراك أو الإجماع و هي إلى حد كبير آراء و أحكام ذاتية لأنها لا تعتمد على الأسلوب العلمي عند تحصيلها رغم تميزها بالإجماع.2) المعرفة الفلسفية (المنهج الفلسفي): و هي مرحلة متقدمة من المعرفة حيث أنها تتناول مسائل تعالج العقل وحده. وهذه المعرفة تعتمد على عدة مناهج فمثلا نجد منهج اليونانيين (التأمل الفلسفي العقلي)و منهج فلاسفة الهند(التأمل الإستبطاني (الذاتي)) و يجدر الإشارة الى أن منهج اليونانيين إنتهى عند أرسطو إلى القياس المنطقي وقد كمّل القياس الصوري. و هذا القياس الصوري هو الذي يعتمد على مقدمات عامة يُسلم بها، ثم يتم الوصول عن طريقها إلى الجزيئات (كليات>جزيئات، مجهول>معلوم)و كان الإستدلال المنطقي و القياس الصوري هما المنهج الأساسي للفلسفة وذلك بلإعتماد على مقدمات كلية للإستدلال على التعرف على الجزيئات.3) المعرفة العلمية (أسلوب منهجية المعرفة العلمية): المعرفة العلمية تعتمد على الإستقراء من الجزيئات للوصول إلى الكليات. و بذلك فهي تقيِّم أحكامها و تعميماتها على أساس الإستدلالالإستقرائي(من المعلوم ليُكشف المجهول) و يمكن تقسيم الإستقراء إلى نوعين :الإستقراء التام :يقوم على ملاحظة جميع المفردات الخاصة بالظاهرة و بعد ذلك يقوم بإصدار الحكم على الذي يكون عبارة عن تلخيص للأحكام.الإستقراء الناقص:يقوم فيه الباحث بدراسة بعض النماذج ثم يحاول الكشف عن القوانين العامة التي تخضع لها الحالات المتشابهة.و خلاصة المعرفة العلمية: أنها تعتمد على الملاحظة المنطقية و الموضوعية للظواهر، ووضع الفرضيات و جمع البيانات و تحليلها، و إثبات صحة المعلومات و تجاوز المُفردات بغية التنبؤ بالظواهر.مميزات المعرفة العلمية:معرفة موضوعيةالدقة المنهجيةالإبتعاد عن الرأي الذاتيتقوم على أساس التمحيص و التنقية بإستخدام وسائل علمية دقيقة تتناول الظواهر الواقعيةالإعتماد على التحقق و التجربة إنطلاقا من الكليات إلى الجزيئات والتي تحكم التنبؤ بمستقبل الظواهر . __________________________________________________ ________











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

laghouat

يتم التشغيل بواسطة Blogger.